آفة المخدرات وعلاقتها بالجريمة

الملخص

تعد آفة المخدرات والمؤثرات العقلية من اخطر المشكلات التي يعاني منها معظم مجتمعات عالمنا المعاصر اليوم وتمثل أهم التحديات التي تواجه المجتمعات الإنسانية على مختلف مستوياتها النامية والمتقدمة المحافظة والإباحية .

وقد أخذت مشكلة المخدرات في يومنا الحاضر أبعاداً خطيرة من حيث الحجم والازدياد. وقد تختلف مشكلة المخدرات من مجتمع إلى آخر من حيث الاهتمام والمواجهة فالمجتمعات الغربية يغلب عليها طابع الانحلال والتفسخ الاجتماعي والإباحية، وتعمل على مواجهة المشكلة بزيادة منح الحريات للأفراد بتعاطي المخدرات في مقابل توفير وسائل للتعاطي بل أماكن للتعاطي، حجتهم في ذلك منع

انتشار الأمراض الناتجة عن تعاطي المواد المحدرة مثل توفير الحقن والجرعات للمتعاطي ، كما هو الحال في بعض الدول العربية .

هذه الظاهرة تشكل كابوساً حقيقياً لكل أبناء المجتمع، وهذه الظاهرة الخطيرة القاتلة التي بدأت تنتشر في الأونة الأخيرة في كافة المجتمعات بشكل لم يسبق له مثيل حتى أصبحت خطراً يهدد البشرية برمتها ، وأثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أنها تشل إرادة الإنسان وتذهب بعقله، وتؤثر على جهازه العصبي، وتدفعه إلى ارتكاب الجرائم البشعة التي تؤدي إلى الهلاك .

وتبعاً لتزايد انتشار المخدرات ازداد حجم التعاطي حتى أصبح مصيبة كبرة ابتلت بها مجتمعاتنا العربية والإسلامية في الآونة الأخيرة، وإذا لم تتداركها ستكون بتأكيد العامل المباشر والسريع لتدمير كياننا وتفكيك بناء المجتمعات بل وتدمير البنية التحتية ليس لدولة واحدة للوطن العربي بأكمله، لأنه لا أمل ولا حياة ولا مستقبل لشباب يدمن على هذه الآفة . وفي الدول النامية أخذت المخدرات طريقها إلى الأفراد أبناء الطبقة الدنيا من أبناء هذه المجتمعات حيث يلعب الفقر والبطالة والفراغ دورا مهما بل أساسيا في الانحراف نحو الجريمة بشكل عام وعلى وجه الخصوص جريمة المخدرات كما إن الأفراد الذين لديهم إمكانات مادية قد تم استغلالهم وتوريطهم في مستنقع الإدمان .