حظر التعذيب في النظام القانوني الوطني والدولي و جبر الأضرار الناجمة عنه

الملخص

حظر التعذيب في النظام القانوني الوطني والدولي وجبر الأضرار الناجمة عنه بعد التعذيب من أبشع صور الانتهاكات التي تطال الإنسان، ولازالت تمارس بشكل كبير في دول العالم ، وهي من المسائل التي تثير جدلاً قانونياً واسعاً، على المستوى القانوني والسياسي، ولذا فإن جريمة التعذيب تؤرق الضمير الإنساني، ويتطلب جهوداً مضنية للتخلص منها لما تمثله من انتهاك صارخ المكرامة الإنسانية ، ورغم أن مكانة الإنسان فوق مستوى التعذيب، أو المعاملة اللاإنسانية، فقد حرمت الأديان التعذيب بمختلف صوره، ولم تقره مطلقاً ، بل أن (الإسلام الحنيف منع التمثيل بالقتلى حتى وإن كانوا من الأعداء ، وليس هذا وحسب بل تجاوزته الشريعة الإسلامية إلى الحيوان فنهت عن الاقتطاع من الدواب وهي حية ، أو وشمها ، أو اتخاذها أهدافاً للرماية ، ومع ذلك مازال التعذيب مستمراً في السلم والحرب، وهو ما يتطلب تظافر الجهود المقاومته على نطاق واسع ، وخلق و إحداث ضغط عام ورادع من قبل ( علماء الدين والقانونيين ، والسياسيين، والحقوقيين على المستوى الوطني والدولي واستخدام كافة الآليات المتاحة لمناهضة التعذيب أحد الانتهاكات الأكثر وحشية لكرامة الإنسان ، التي تؤدي إلى تحطيم الضحايا، وتضعف قدرتهم على مواصلة حياتهم وأنشطتهم ، ولأن المعذب مجرد من الإنسانية ، فقد أوجبت كافة التشريعات محاكمته في دولته أو محاكمته من قبل الدولة التي يتبعها الضحية ، فهو ملاحق في كل مكان فلا تسقط هذه الجريمة بالتقادم وهو ما يستلزم ضرورة وضع حد فوري ، وحاسم الممارسة التعذيب و اجتنائه إلى الأبد . و لا جدال أن نصرة ضحايا التعذيب تمثل فضاء رحباً للمدافعين عن حقوق الإنسان ابتغاء المرضاة الله سبحانه وتعالى، وإرضاء للضمير الإنساني المعذب ورفقاً بكرامة الإنسان وسلامته الجسدية، خاصة وأن التعذيب محرم بموجب على الدساتير والقوانين الوطنية بكافة صورة وحالاته ، فكيف تتم مقاومة التعذيب ؟ وكيف تتم ملاحقة مرتكبيه ؟ ومساعدة ضحايا التعذيب و آلية الحد من إرتكابه والوقاية من حدوثه على المستوى الوطني والدولي ؟ وخير الأضرار الناجمة عنه ؟ ونظراً لشيوعه في الوقت الحاضر لابد من حظره فلا غرو أن احترام حقوق الإنسان ، وحفظ كرامته ، و آدميته أمر مقدس في ذاته يجب مراعاته دائماً ، ورغم وجود إجماع على منع التعذيب لكن لا يوجد تعريف محدد للتعذيب، وتحديد ماهية الفعل وشدته وبيان ما بعد تعذيباً ، بل أن ممارسة التعذيب أضحت تتم بشكل ممنهج ومنظم، ويمارس بأحدث صور التقنية . وأدوات الابتكار العالمية ، حيث لم يعد الغرض من ممارسة التعذيب الحصول على المعلومات ، أو انتزاعها من المحتجزين فحسب ، بل أصبح الغرض التلذذ والإحساس بالنشوة والاستمتاع عند ممارسة التعذيب