دور المســـاجد فـي تنمية المسؤولية الاجتماعية والـحـد من الفساد الإداري والـمالــي فـي التعليم بالمجتمع الليبي
Abstract
يعــد الفساد الإداري والمالي من الظواهر السلبية التي انتشرت في الدول الإسلامية ودول العالم المختلفة بكافة أساليبه المتنوعة، فالفساد كغيره من مفاهيم الخير والشر، مرتبط بالطبيعة الإنسانية والنفس البشرية، ومع ذلك فإن التشريعات المعاصرة، والاتفاقيات الدولية نصت على مكافحة الفساد بكافة أشكاله، مع أن الشريعة الإسلامية كان لها السبق في هذا المضمار. ذلك أن هذه الظاهرة تمثل خطراً كبيراً على الأمن الاقتصادي، السياسي، الاجتماعي والتعليمي، حيث أنها تؤثر سلباً على التنمية المستدامة في النواحي الاقتصادية والإدارية للدولة. وكذلك نلاحظ أشكالها في الوقت الراهن كالرشاوي والتزوير، أو شراء المنح الدراسية، أو شراء شهادات علمية مزيفة، أو التلاعب ببيانات الخريجين، أو إتمام إجراءات القبول غير القانونية، أو تعيين الأقارب في الدوائر الحكومية وغيرها كثير، كل ذلك وغيره قد يرتب عليه انتشار السلبية وسيطرة قيم التواكل واللامبالاة، وعدم احترام الرأي الأخر، وعدم الشعور بالمسؤولية، وعدم الالتزام، وعدم المحافظة على الملكية العامة، وعدم وجود روح الولاء والانتماء للجماعة أو للوطن، أو تفكك العلاقات الاجتماعية، وضعف المشاركة الاجتماعية، وعدم احترام تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وبالتالي يسهم كل ذلك في انهيار مؤسسات الدولة عامة، والتعليم بشكل خاص، ومن هنا جاءت فكرة تسليط الضوء على دور المساجد في تنمية المسؤولية الاجتماعية ومكافحة الفساد الإداري والمالي في التعليم بالمجتمع الليبي، وإبراز دور الإسلام في التأكيد على المساءلة وتحمل المسؤولية الاجتماعية للأفراد عن القانون، وقد اعتمد البحث الحالي على المنهج الوصفي الاستقرائي التحليلي، من خلال مسح استقرائي في الاطار النظري والدراسات السابقة، ومن ثم إضفاء الطابع التحليلي النقدي؛ وقد أسفرت نتائج البحث عن انتشار الفساد الإداري والمالي، وأن الآثار السلبية تكاد تؤثر سلبياً على مقدرات المجتمع، وأن الدين الإسلامي يؤكد على تقويم السلوم الإنساني وتنمية المسؤولية الاجتماعية لديه.
How to Cite
Issue
Section
License

This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.