فضل الجبال تأملات في قدرة الخالق

الملخص

من يتدبر القرآن الكريم، يجد فيضاً من المعاني لا زالت بحاجة إلى الغوص والإبحار للكشف عن مكنوناتها. ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تلك الآيات التي تعرض للحديث عن الجبال. حيث ورد ذكرها في القرآن ثلاث وثلاثين مرة (1) ، واستوقفتني معانيها الغزيرة، والمقامات التي وردت بها. تحلق بقارئها بين الدنيا والآخرة، وتضع بين يديه معالم القوة والضعف، وتخيره بين التمرد والانصياع.

وأياً كان المقام، فلا شك أنها تصب في تهذيب السلوك الإنساني، وتعينه على معرفة حقيقة الكون وخالقه، وتضع الإنسان في ميزانه الذاتي الذي لا بد أن يرجع إليه في خلوة مع نفسه.

ومن يتنقل بين هذه الآيات، يجد أنها تحلق بخياله ليقف على أهوال يوم القيامة الذي لا مفر منه فتعينه على الإيمان بيوم البعث تارة، وتنقله لتضع بين يديه القدرة الإلهية في عظائم الأمور تارة أخرى. ثم تجعله يتأمل نعم الله التي لا تحصى، فلنتأمل ما في الجبال من نعم كثيرة.