دوافع الفساد الإداري المتعلقة بالوظيفة العامة والتدابير المتخذة لمكافحته
Abstract
لا يقتصر هدف الوظيفة العامة على سير المرافق العامة بانتظام واطراد فقط، بل يتعداه إلى هدف أسمى وهو تحقيق المصلحة العامة، وهذا الهدف تزداد أهميته كلما ازداد تدخُّل الدولة، وتجاوزت نطاق الدولة الحارسة، واتجهت نحو تحقيق التنمية والرخاء لأفراد المجتمع، وما يتطلبه ذلك من التغلغل في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يفسح المجال واسعًا لمشاركة الأفراد في مظاهر ذلك النشاط، وتتزايد أهمية الوظيفة العامة ويتعاظم الدور الذي يقوم به الموظفون العامون في الدولة.
ومع تزايد أهمية الوظيفة العامة والدور الذي يقوم به موظفوها تلبيةً للاحتياجات المتنوعة للأفراد تتاح الفرصة للقائمين على تلبية هذه الاحتياجات لاستغلال وظائفهم، وهذا الاستغلال غير المشروع للسلطة الممنوحة لهم والمتاجرة بها وإساءة استغلالها هو ما يعرف بالفساد الإداري، وهو يُعد من أخطر الجرائم التي ترتكب داخل الجهاز الإداري للدولة، والتي تؤثر عليه سلبًا، وتعيق قيامه بالمهام المنوطة به، ويزعزع ثقة المواطنين فيه.
وهناك دوافع عديدة للفساد الإداري، منها دوافع رئيسية تتعلق بالوظيفة العامة وهي موضوع هذه الدراسة، وتبحث موضوعًا غاية في الأهمية وهو أسباب الفساد الإداري في الوظيفة العامة، حيث أصبح حديث العامة والخاصة بسبب ما أحدثه من آثار سلبية على المجتمع بشكل عام، وعلى الوظيفة العامة بشكل خاص، فلا مجال للحديث عن دور الوظيفة العامة مع انتشار الفساد الإداري، حيث إنه يخلّف آثارًا مدمرة بالوظيفة العامة يُعيقها عن النهوض بالمهام المنوطة بها.
How to Cite
Issue
Section
License

This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.