طبيعة السلطة التقديرية للقرار الإداري في ركن الشكل
Abstract
يشغل القرار الإداري أهمية بين الوسائل القانونية التي تستخدمها الإدارة في تحقيق الأهداف التي يتطلبها القانون، وتتغياها من أعمالها بما يحقق المصلحة العامة التي هي هدف كل تصرف تقوم الإداري
ولتمكين الإدارة من تحقيق هذه الأهداف يستعمل المشرع أحد أسلوبين في تحديد اختصاص الإدارة، فإما أن يفرض عليها بطريقة أمرة التصرف الذي يجب مراعاته
بأن يحدد لها القواعد والشروط الواجبة، التي تلزم الإدارة عند تحققها باتخاذ قرار معين، حيث أنها لا تملك أي حرية في القدير، ويكون اختصاصها حينئذ مقيداً، أو أن المشروع يغفل ذكر هذه الشروط متعمداً لغرض منح الإدارة مجالاً من الحرية، تستطيع خلاله تقدير التصرف حسب الظروف والمعطيات المحيطة به، وهو ما يمنح الإدارة سلطة تقديرية في اختيار ما تراه مناسباً في إطار المصلحة العامة، مع ملاحظة أن ممارسة السلطة التقديرية إنما تتم في إطار القانون الذي يحكم نشاط الإدارة وداخل حدوده، وإن السلطة سواء كانت تقديرية أو مقيدة ليست سوى وسيلة لتطبيق القانون على أكمل وجه، وعلى ذلك فقد ظهرت ضرورة التميز بين الاختصاص المقيد، والسلطة التقديرية، وهي ضرورة لا تتأسس على تعارض أو تناقض بينهما، بل إن هاتين السلطتين تتكاملان عند مباشرة سلطة اتخاذ القرار الإداري، فكل قرار لا يخلو من جانب التقدير والتقييد فهما يتداخلان معاً في كل قرار إداري، لكن من شأن التمييز بينهما أن يحدد مشروعية القرار الإداري على نحو دقيق، وتحديد مدى الرقابة التي يمارسها القضاء على القرار، والقيود والشروط الواجب مراعاتها فيما إذا كان الاختصاص مقيداً أو تقديرياً، فما هو مفهوم هاتين لسلطتين ومعيار تحديدهما؟
How to Cite
Issue
Section
License

This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.